الأربعاء، أبريل 20، 2016

تصويت شاركت به عن: أفضل ثلاث روايات عربية

128 كاتباً وقارئاً يختارون أفضل ثلاث روايات عربية
 موسم الهجرة إلى الشمال أفضل رواية.. ونجيب أفضل روائي عربي

طامي السميري
    في مسيرة الرواية العربيّة، ومنذ صدور رواية "زينب" للروائي المصري محمد حسين هيكل، كأول رواية عربية، والمشهد الثقافي العربي يتعاطى مع الرواية بحالة نقدية جدليّة لم تنته حتى الآن. لكن، ومع كل هذه المتغيرات الثقافية والإبداعية ظلّ المد الروائي مستمراً، كما تواصلت كثافة الإصدارات الروائية على امتداد الوطن العربي. لقد أصبحت هناك الكثير من الجوائز التي تُعني بالرواية، سواء من المؤسسات الثقافية الحكومية أو من غيرها، مما يحفز الروائي على الكتابة مثلما يحرّض القارئ على قراءة الرواية. وفي هذا المسار الاحتفالي بالرواية العربية قمت بإجراء تصويت على أفضل ثلاث روايات عربية، شارك فيه ما يقارب ال 128 من مبدعين ونقاد ومشتغلين بالسرد وأيضاً قرّاء من مختلف أنحاء الوطن العربي، وكانت نتائج التصويت على الوجه التالي:
* موسم الهجرة إلى الشمال للطيب صالح
المسافة في الذائقة بين الناقد والقارئ والراوي متقاربة

* خماسية مدن الملح لعبدالرحمن منيف.
* ثلاثية (بين القصرين، قصر الشوق، والسكريّة) لنجيب محفوظ.
لكن هذا التصويت لم يكن مجرد رصد لأسماء الروايات فهو يتجاوز ذلك إلى نوع من قراءة ردود الأفعال تجاه فكرة التصويت في حد ذاتها، فهناك أسماء نقدية فاعلة في المشهد السردي رفضت فكرة التصويت لأنها ترى بأنه قد يرفع من شأن روايات ليست ذات قيمة فنية، بينما رفض بعض النقاد المشاركة لأنه ليست هناك معايير جمالية تضبط فكرة التصويت. كذلك فإن بعض الروائيين تجاهل الفكرة ولم يتفاعل معها لسبب أو لآخر، وفي المقابل، تعاطى عدد من الكتّاب والقراء أو المشتغلين بالسرد مع الأمر بجدية صارمة إذ تمهّل البعض في اختيار الروايات المرشحة لأنه يريد أن يفكر وأن يكون دقيقاً في الاختيار بينما قدّم البعض الآخر أسماء الروايات سريعاً وكأنه يحتفظ بتلك القائمة في ذاكرته منذ زمن، وهناك فئة اعتذرت لأن حصيلتها في قراءة الروايات المترجمة كانت أكبر من الروايات العربية. أما الأمر الملفت للنظر فهو أن بعض الروائيين قد قاموا بترشيح رواياتهم التي لم يرشحها أحدا سواهم.
ما من تصويت يعمل على اختيار أفضل أو أهم الروايات أو جائزة تعلن عن روايات فائزة إلا ويثير الأمر لغطاً وتبدأ حكاية من الجدل المكرر، وفي هذا التصويت - وهو جهد شخصي - ثمة إشارات للروايات العربية ذات المقروئية غير أنه لا يقدم نتائج حاسمة أو نهائية.
لقد كانت رواية موسم الهجرة إلى الشمال للروائي السوداني الطيب الصالح هي الرواية الأكثر تصويتاً، لكن في المقابل لم تحظ رواية "عرس الزين" للكاتب نفسه سوى بصوت وحيد في حين لم تذكر أيّ من رواياته الأخرى. أما نجيب محفوظ فهو الروائي العربي الحاضر دائماً إذ كان الوحيد الذي نافس عدد من رواياته في الترشيحات ( الثلاثية، أولاد حارتنا، الحرافيش) بينما تم ترشيح "خان الخليلي" بأصوات أقل وكذلك "قلب الليل" و "ميرامار". كما جاء عبدالرحمن منيف في المرتبة الثانية وان كان خيارات المرشحين قد اتجهت إلى خماسية “مدن الملح” ثم بنسبة ضئيلة رشح البعض "عالم بلا خرائط"، و"الأشجار واغتيال مرزوق"و"النهايات".
من خلال هذا التصويت أيضاً يمكننا أن نقرأ إشارة مهمة مفادها أن التجربة الروائية المصرية هي الأكثر حضوراً في ذاكرة المتلقي العربي، كما أن الرواية العاطفية ذات اللغة الشعرية لم تكن هي خيار المرشحين، والرواية الوحيدة التي حازت على ترشيح مكثف هي "ذاكرة الجسد" لأنها كانت النسخة الأصلية في ذاك الاتجاه.
روايات البوكر العربية، والتي لا تزال تحظى بنصيب إعلامي وافر، كان لها حضور خجول في التصويت وكانت رواية "عزازيل" ليوسف زيدان هي الأكثر حضوراً تأتي بعدها رواية "ساق البامبو" لسعود السنعوسي، أما ربيع جابر فهو وإن كان رصيده في الترشيح أقل إلا أن هناك حضوراً متكافئاً لروايتيه "أميركا” و "دروز بلغراد". في المقابل، فإن الروايات السعودية التي تأهلت أو فازت بالبوكر كادت تغيب عن الترشيحات عدا البعض الذي حظي بصوت وحيد، وكذلك غابت الرواية الفائزة بجائزة كتارا الروائية عن هذا التصويت مما قد يدل على أن الجوائز ليست كافية لتمنح الرواية شرعية حضورها في ذاكرة القارئ.
الملاحظة الأخرى هي أن المسافة في الذائقة بين الناقد والقارئ والروائي كانت متقاربة، وهو ما يدلّ على أن ذائقة الروائي ليست بعيدة كثيراً عن ذائقة القارئ. واللافت للنظر أن الترشيح الذي تكرر كان بهذه الصيغة: ثلاثية نجيب محفوظ- مدن الملح- موسم الهجرة.
أخيرا، هذا التصويت لا يحتكم إلى يقين ولا يحمل نتائج نهائية حاسمة في ما يتعلّق بمسألة الأفضلية في حقل الرواية فالإبداع، كما نعرف، لا يرتهن لمثل هذه الصيغ الحديّة، لكن في المقابل فإن الروايات التي نالت على نسبة عالية من تصويت المشاركين هي روايات ذات ثقل فني وعليه فهي تستحق هذا التبجيل في ذاكرة القراء.
وهنا قائمة بالروايات التي نالت نصيبها من الترشيح متبوعة بأسماء الكتّاب والنقاد والقراء الذين شاركوا، مشكورين، في التصويت علماً بأنني أغفلت ذكر جميع الروايات التي حظيت بصوت واحد لأن عددها كان كبيراً:
* موسم الهجرة إلى الشمال للطيب الصالح - 36
* خماسية مدن الملح لعبدالرحمن منيف - 35
* الثلاثية (بين القصرين، قصر الشوق، السكرية) لنجيب محفوظ - 29
* عزازيل ليوسف زيدان - 16
* أولاد حارتنا لمحفوظ - 15
* الحرافيش لنجيب محفوظ - 15
* ذاكرة الجسد لأحلام مستغانمي - 9
* الزيني بركات لجمال الغيطاني - 8
* رجال في الشمس لغسان كنفاني - 7
* الخبز الحافي لمحمد شكري - 7
* شقة الحرية لغازي القصيبي - 7
* تلك العتمة الباهرة للطاهر بن جلون - 6
* ثلاثية غرناطة - رضوى عاشور - 6
* ساق البامبو لسعود السنعوسي - 6
* ليون الأفريقي لأمين معلوف - 4
* أمريكا لربيع جابر - 4
*روايات حصلت على 3 أصوات:
السجينة لمليكة أوفقير وميشيل فيتوسي/ وليمة لأعشاب البحر لحيدر حيدر/البحث عن وليد مسعود لجبرا ابراهيم جبرا/ الطنطورية لرضوى عاشور/ دروز بلغراد لربيع جابر/ حدّث أبو هريرة قال لمحمود المسعدي/ الطين لعبده خال/ شرق المتوسط لعبدالرحمن منيف/ زمن الخيول البيضاء لإبراهيم نصر الله /باب الشمس لإلياس خوري/ الرجع البعيد لفؤاد التكرلي
* روايات حصلت على صوتين:
عالم بلا خرائط لعبدالرحمن منيف وجبرا ابراهيم جبرا/قلب الليل لنجيب محفوظ/ دابادا لحسن مطلك/ البحريات لأميمة الخميس/الأشجار واغتيال مرزوق لعبدالرحمن منيف/السفينة لجبرا ابراهيم جبرا/التبر لابراهيم الكوني/ دعاء الكروان لطه حسين/ خان الخليلي لنجيب محفوظ.
* الأسماء التي شاركت في التصويت:
د. تركي الحمد، أمير تاج السر، عبدالله بن بخيت، د. سناء الجمالي، د. محمد زروق، د. منيرة حجيج، د.عبدالله المعيقل، د. لمياء باعشن، حمّور زيادة، محمد الحرز، د. هيفاء الفريح، عزت القمحاوي، أميمة الخميس، جان دوست، د. سحمي الهاجري، د. حسن النعمي، د. الريم الفواز، فهد العتيق، عواض شاهر، د.وفاء السبيل، د. خلود الحارثي، د.ابراهيم الخضير، ميرال الطحاوي، سيمون نصار، عبدالله السفر، أحمد الخميسي، فارس الهمزاني، منصورة عزالدين، فاطمة آل تيسان، محمد المزيني، عادل حوشان، باسمة العنزي، مانع آل دواس، سارة الجروان، نداء أبو علي، نورة آل سعد، عبدالله الدواود، عبدالحفيظ الشمري، حسن آل الشيخ، محمد المستنير، عبدالله الوصالي، أحمد صادق دياب، هيفاء فقيه، طاهر الزهراني، سعود البشر، عبدالحليم البراك، حجي جابر، غالية قباني، ريم الكمالي، عمار باطويل، معتز قطينة، تهاني الشمري، علي فايع، حمد البليهد، شمس المؤيد، أحمد المخيدش، أحمد سماحة، مبارك الهاجري، عبدالهادي الحمادي، عبدالله البصيص، ناصر الجاسم، صلاح القرشي، عبدالرحمن المطوع، عبدالله العبيد، زهراء الموسوي، مصلح جميل، فاضل عمران، خليل الفزيع، جبير المليحان، هاني الحجي، ضيف فهد، طاهر الزارعي، جعفر عمران، عبدالله ناصر، نهلة محمد، سليمان الطويهر، محمد أحمد عسيري، إبراهيم مضواح، غادة نايف، مسفر الغامدي، بدر سنبل، أسماء العبودي، أمل محمود، خالد عثمان، سارة آل سعود، مروان البلوشي، أمين الغافلي، هند القصير، فاطمة العرجان، أسماء الهتلان، طلال السديري، نوف العبودي، مصعب الرويشد، ليلى السحيباني، بشرى خلفان، إبراهيم العزاز، فاطمة سعيد الغامدي، إيمان العزيزي، هياتم زايد، أمل سعود، راضي النماصي، غادة الشمري، فهد ردة الحارثي، فاطمة السويدي، طارق الخواجي، جاسم الطارشي، أفنان الحجيلي، سارة عبدالله، خالد المرضي، عقيل الفهيدي، عبدالله العوشن، عبدالوهاب أبو زيد، فادي الخلف، لمى شاكر، على السلمان، سارا الكيلاني، خالد الباتلي، نوف محمد، صفوق الدوغان، نورة الشامسي، فهد السويلم، محمد الساسي، سميرة التباتي، أسامة الشهي، عبدالحميد الرحالي، محمد الهاجري، علياء آل الشيخ مبارك، محمد حسن المرزوقي.

ليست هناك تعليقات:

الأديب الملتزم بالدقة!

  في قاعة دراسة مقرر الأدب السعودي التقيت بأستاذي الدكتور محمد القسومي، كان يحدثنا عن بدايات الأدب السعودي ومراحله التاريخية وبيئاته، ومن خل...