الثلاثاء، نوفمبر 20، 2012

أحمد المخيدش: العرب لا يقرأون... فقراً أم تهاوناً ولامبالاة؟

العرب لا يقرأون... فقراً أم تهاوناً ولامبالاة؟

تعليقاً على مقالة الأستاذ فاروق يوسف في جريدة الحياة يوم الأحد ١٨ نوفمبر ٢٠١٢  بعنوان  ( العرب لا يقرأون... فقراً أم تهاوناً ولامبالاة؟)...للأسف الشديد، ربما كان هذا الكلام صحيحاً ،،، لكن الرهان اليوم على جيل الشباب وجيل ما بعد الربيع العربي، الذي استفاد من أعظم درس من الأمم الأخرى بأن القراءة والثقافة هي الوسيلة الوحيدة والناجعة للتحرر من القيود السياسية والفكرية.لكوني من جيل الشباب أراهن كثيراً على أن المستقبل مشرق لنا، والدليل معارض الكتب التي تشهد إقبال كبيراً من الشباب خلال السنتين الماضيتين، وأيضاً تواصل الشباب من خلال شبكات التواصل الاجتماعية المخصصة لقراءة الكتب، وظاهرة انتشار أندية القراءة والمقاهي الثقافية في الوطن العربي، متفائل دائماً...

.
المقال
العرب لا يقرأون... فقراً أم تهاوناً ولامبالاة؟
فاروق يوسف
الأحد ١٨ نوفمبر ٢٠١٢
يضع بعضهم اللوم كله على الفقر. الأوضاع الاقتصادية التي يعيشها المواطن في مختلف أنحاء العالم العربي (هناك استثناءات قليلة لا يُقاس عليها) هي المسؤولة عن التدني المستمر في عدد قراء الكتب. النسبة المئوية (قياساً إلى عدد السكان) تكاد لا تذكر بل أنها تضع العرب في نهاية قائمة الأمم التي تقرأ (يقرأ العربي ستة دقائق في السنة).
ولكن هل صحيح أن الفقراء وحدهم لا يقرأون؟ ماذا لو قلبنا السؤال وقلنا: هل يقرأ الأثرياء من العرب؟ في أبو ظبي التي تشهد حركة نشر حديثة والتي تكرم الكتاب والكتّاب، على سبيل المثل لا يوجد مخزن تجاري لبيع الكتب يمكن اعتباره مكتبة حقيقية، تعين المرء على اقتناء الكتب الأدبية والعلمية الحديثة. هناك مخازن لبيع القرطاسية زينت بعض رفوفها بكتب السياحة والطبخ والحياكة والعناية بالحديقة المنزلية اضافة إلى الكتب الدينية، مجلدة ومطبـــوعة بطريقة مترفة. إن عثر المرء هناك على روايات فلا بد أن تكون مترجمة ومنتقاة من ذلك النوع الرائج من الكتب التي تزين أغلفتها بجملة دعائية تقول «طبع من هذا الكتاب مليون نسخة». أثرياء العرب هم أيضاً لا يقرأون. هل هذا يعني أننا عدنا إلى عصور ما قبل التدوين، حيث الكلام الشفاهي هو مصدر ثقافتنا الوحيد؟ التلفزيون وحده صار يثقفنا. صار التلفزيون يتحكم بمواقفنا.
يمكنـــنا الحديث بغضب عن الأمية. عدد الأميين في العالم العربي في تزايد مستمر. الأمية مثل البطالة هي في ازدياد مستمر وما من شيء يشير إلى إمكانية نقصانها. في كل يوم هناك تراجع في مستوى التعليم. حتى في الدول الثرية فإن الأنظمة السياسية قد أنفقت أموالاً طائلة من أجل إفساد التعليم بحجة إصلاحه. العراق وليبيا يشكلان مثالين مهمين في هذا المجال. فبعد أن أعلنت منظمة اليونسكو العراق بلداً نظيفاً من الأمية عام 1974 نراه اليوم يتبوأ مكانة بارزة بين الدول التي تعاني الأمية. أما ليبيا فهي الأخرى أهدرت نحو أربعين سنة من عمرها في تعليم «الكتاب الأخضر»، الذي لا ينطوي إلا على رغبة شريرة في إشاعة الأمية بين الناس.
سعت الأنظمة السياسية (الوطنية) في مرحلة ما بعد الاستعمار إلى تبسيط المناهج الدراسية وتزييف مبدأ الكفاءة العلمية من خلال شهادات يحصل عليها المرء من غير أن يكون قد تعلم شيئاً. وهكذا نجحت تلك الأنظمة في ضم المتعلمين من حملة الشهادات إلى لائحة الأميين من جهة عزوفهم عن القراءة.
ويعد تناقص عدد المواطنين العرب الذين يتقنون اللغات الأجنبية مؤشراً خطيراً إلى ذلك الانحطاط الذي أصاب التعليم بعصفه المدمر. فهل يعقـــل أن لا يُجيد الطبيب القراءة باللغة الإنكليزية؟ هذا ما هو متعارف عليه في سوريا. فكرة خاطئة عن الهوية القومية وضعها النظام السياسي موضع التنفيذ القسري هي التي أنتجت أطباء مقطوعين عن مصادر التطور العلمي، بل إنهم لا يعرفون شيئاً عن الأدوية التي تنتج في الغرب إلا من خلال الترجمة.
إذا كان الطبيب لا يقرأ فكيف نجرؤ على التفكير في فلاح أو عامل يقرأ؟
انتهينا إلى هذا الواقع المرير الذي نعيشه الآن بقدراتنا الذاتية. ما من أحد رفع العصا في وجه النظام السوري وقال له «اجعل الأطباء أميين» ما من قوة أوحت لوزير التربية في العراق باستلام مدارس من شركات البناء هي مجرد هياكل لا تصلح للاستعمال، الأمر الذي أدى إلى أن تتكدس ثمانون طالبة في غرفة دراسية لا تحتوي إلا على عشرين كرسياً.
هذا ما فعله الأثرياء من الحكام العرب، فما الذي فعله حكام البلدان الفقيرة؟
لذلك نحن أمة لا تقرأ.
كانت بيروت (لا تزال برغم ظروفها الصعبة) مدينة للكتاب. لنكتف بالمقولة التقليدية أن بيروت كانت تطبع (هي ليست كذلك منذ أن اُخترعت تلك المقولة، فهي مدينة تكتب أيضاً وإن كانت لا تقرأ كثيراً، كما يقول بعض الأصدقاء هناك) ولكن ما الذي فعله العرب من أجل إثراء تلك المكانة؟ هذه مدينة تقدم الكتاب (هو كالخبز) إلى أمة انقطعت عن العالم أكثر من خمسمئة سنة. إنها تعيدنا إلى ضوء الشمس التي صارت لا تمس أجسادنا إلا بلهبها.
المقولة التقليدية ذاتها تنص على أن بغداد هي التي تقرأ ما تطبعه بيروت. فإذا ما كانت بيروت في أسوأ أحوالها قد أصرت على أن تطبع وإن بعكــــازتين فإن بغدـــاد صارت اليوم تستعمل الكتاب حطباً للتدفئة.
كان هنالك زيف كبير، صار يعبر عن نفسه من خلال مواقع الإنترنيت. من يتصفح مواقع الإنترنيت العربية يتأكـــد من أن نسبة ما يُقرأ من خلالهـــــا يكاد لا يذكر قياساً لما يمكن أن لا يُـــقرأ. هناك علينا أن نتعرف على اللغة التي لا تقول شيئاً محدداً. ما من معلومات. حشود من البشر صار كلامها يشبه ثغاء الخراف. لا معنى. صار العربي يطمئن على أحواله خارج المعنى. في حقيقته فإن العربي يقرأ اليوم ما يصل إليه من جمل هي جزء من عالم افتراضي، سيخفيه الهواء بعد ثانيتين. هناك تمرين للكسل البصري يمارسه العربي كل لحظة وهو يتصفح مواقع الإنترنيت. ما من شيء يمت للقراءة بصلة، ذلك لأنه ما من شيء هناك ليقرأ.
العربي لا يقرأ اليوم بل يكتفي بفعل النظر.
http://alhayat.com/Details/453719

الاثنين، نوفمبر 12، 2012

محاضرة ابن تنباك عن المجتمع المدني

في محاضرة اليوم عن مؤسسات المجتمع المدني والتي ألقاها د. مرزوق بن تنباك في خميسية الجاسر.
تحدث المحاضر عن تعريف المجتمع المدني وعن أهمية في بناء وتنمية الدول التي تكون منظماته مكوناً أساسياً فيها، وكيف أن هذه المنظمات عامل بناء وحفاظ للمجتمع والدولة وتساهم في تطور التنمية.
وأن هذه المنظمات لا تنشأ إلا في بيئة ديموقراطية حرة، وأن ستكون مفرغة من أهدافها وستكون صورية وبلا فائدة منها إن نشأت في الدول الشمولية والريعية.
ولن تحقق أهدافها إن نمت من دعم الدولة أو إدارة رجالات الدول لها.
وبسبب غياب دور رجال الأعمال الفاعل والمسئولية الاجتماعية للشركات لدعم مثل هذه المنظمات فإنها تحتاج للدعم الحكومي الذي سيفقدها استقلاليتها.
وإجابة لسؤالي عن المجموعات الشبابية التطوعية في المجتمع وهل من الممكن أن تكون بذرة للمجتمع المدني عندنا.
قال الدكتور إن إذا تنظمت هذه المجموعات وتدربت على أعمال الإنقاذ واحترفت في أدوار متعددة تؤديها، فإنها بالتأكيد ستكون بذرة ونواة لمجتمع مدني فاعل. أما إن كانت تعمل بأسلوب الفزعة فإنها ستضر بالمجتمع أكثر مما تنفع.

الأديب الملتزم بالدقة!

  في قاعة دراسة مقرر الأدب السعودي التقيت بأستاذي الدكتور محمد القسومي، كان يحدثنا عن بدايات الأدب السعودي ومراحله التاريخية وبيئاته، ومن خل...